lundi 27 février 2012
dimanche 26 février 2012
جامعة السلطان مولاي سليمان ماستر التاريخ و التراث الجهوي
كلية الآداب والعلوم الإنسانية لتادلة-أزيلال
بني ملال الفصل الثالث
عرض حول:
مقدمة:
يستهدف هذا العرض محاولة للبحث في نظرية مالتوس باعتبارها أهم النظريات الحديثة التي حاولت البحث في العلاقة الرابطة بين تطور السكان وتطور الإنتاج وذلك خلال العصر الحديث وبالضبط في فترة القرن التاسع عشر مستفيدة من الظروف التي كانت تعيشها أوربا خلال هذه الفترة.
وقد استطاعت هذه النظرية أن تترك أثرا مهما في أوربا وفي الدراسات الاقتصادية بشكل مهم، وساهمت في تغيير عدد من الفرضيات والأفكار السائدة من قبل وكذلك برزت أساسا في مساهمتها في الالتفات إلى أهمية الدراسات الديموغرافية.
وقد وجهت إلى هذه النظرية مجموعة من الانتقادات، نظرا لحدتها في تحليلاتها ونظرتها التشاؤمية إلى الإنسان وكذلك النظرة إلى مستقبله بعين مليئة بالتشاؤم، وهذا كله ساعد في جلب الأحقاد على مالتوس سواء أثناء حياته أو مماته.
وسنحاول في هذا العرض قدر الإمكان التقرب من هذه النظرية والتعرف عليها حسب ما توفر من المراجع التي بين أيدينا والتي هي قليلة.
I_تعريف مالتوس:
ولد توماس رو برت مالتوس في إنجلترا يوم 13 فبراير 1766، وهو من أسرة ميسورة الحال، وكان والده ملاك أراضي ومثقف صديق شخصي للفيلسوف جون هيوم jean hyom، ومن معارف جون جاك روسو.
تلقى تعليمه في البيت إلى غاية دخوله "كلية يسوع" jesus college، حيث درس اللاهوت في جامعة كمبردج، كما برع في الرياضيات التي كانت تخصصه منذ 1784، كما درس العديد من المواضيع وحصل على العديد من الجوائز التقديرية في العديد من اللغات كالإنجليزية واللاتينية واليونانية. وحصل أيضا على لقب الماستر.
وفي سنة 1842 ساهم في دائرة المعارف البريطانية بمقال راجع فيه نظريته وتراجع عن نِسَبه الرياضية المرعبة، وركز - بشكل جديد - على زيادة عدد السكان كعامل في النضال من أجل الوجود[1].
أصبح منذ تعليمه لا يعتقد في شيء ينقصه الدليل، وعلى ذلك فقد رفض أن ينساق مع تيار التفاؤل الذي قام على أساس عاطفي يستولي على أفئدة الناس دون تفكير أو مناقشة ولم يتأثر مالتوس بهذا التيار من التفاؤل لأنه كان يحكم عقله في كل شئ وبكل دقة .
ثم التحق كاهنا بكنيسة إنجلترا في سنة 1798 وعمل أستاذا للتاريخ وعمل في الاقتصاد منذ سنة 1806 حتى وفاته في سنة 1834، وقد شهد العصر الذي عاش فيه مالتوس في غرب أوربا تغيرات اجتماعية واقتصادية هامة أدت إلي ارتفاع بطئ في معدل زيادة السكان وقد ساد آنذاك أمر هام هو أن الشعب الكثير العدد يكون ذا قوة اقتصادية وعسكرية وذلك بغض النظر عن الظروف التي يعيش في ظلها أفراد هذا الشعب[2] .
من مؤلفاته كتاب: "محاولة حول مبدأ السكان" سنة 1798 .
II_نظرية مالتوس حول السكان:
لقد صاغ هذا العالم نظريته تلك اعتماداً على قانون اقتصادي معروف باسم” قانون تناقص الغلة “ الذي صاغه العالم الفرنسي” ان توجو “ ويعني هذا القانون انه كلما ازداد استخدام عنصر إنتاجي واحد مع بقاء العناصر الأخرى ثابتة فان الإنتاج الإضافي يبدأ بالانخفاض، قياسا على هذا القانون في مسألة السكان هنا انه طالما أن الموارد الاقتصادية بطبيعتها نادرة ومحدودة مهما أدخلت عليها من تحسينات، وإضافات رأسية أو أفقية فمن الطبيعي أن يأتي يوم ما لا تجد فيه الأعداد المتزايدة كفايتها من إنتاج الموارد الاقتصادية طالما تعدت نسبة النمو السكاني نسبة النمو في الناتج المحلي السنوي.
إن العلاقة التي حددها مالتوس قائمة على حركة نمو المجتمع وثبات إنتاج الغلة، وهذه علاقة غير حقيقية فإنتاج الغلة قائم على عدة عناصر متحركة وليست ثابتة، إضافة إلى التوسع في استغلال الأراضي والمياه والبذور وقوة الإنتاج وساعات العمل. كما أن للتطور العلمي في وسائل الإنتاج دور في تحسين الغلة والإنتاجية.[3]
نشر مالتوس مقاله الأول في سنة 1798 وهو في 32 من عمره دون أن يذكر اسمه فيه وقد ظهر بعنوان مطول هو مقال عن:" المبدأ العام للسكان كما يؤثر في تقدم المجتمع في المستقبل ، مع ملاحظات على تكهنات جدوين ودي كوندرسيه وغيرهما من الكتاب"[4].
ونستعرض بعض فقرات مما كتب مالتوس في مقاله لكي نفهم آراءه، فقد كتب في الطبعة الأولى يبني قضيته على حقيقتين :
* الحقيقة الأولى : أن الغذاء ضروري لحياة الإنسان
ثم أكد بعد ذلك ( أن قوة السكان في التزايد أعظم من قوة الأرض في إنتاج القوت للإنسان ... والسكان ، إذا لم يعق نموهم عائق ، يتزايدون حسب متتالية هندسية في الوقت الذي يتزايد فيه القوت حسب متتالية حسابية فقط ) ولما كان الإنسان لا يستطيع الحياة بدون غذاء فإن هاتين القوتين غير المتعادلتين لا بد أن يوجها نحو التعادل .
ولذلك فان العوائق التي تحد من نمو السكان دائمة النشاط. وكل هذه العوامل يمكن حصرها في "البؤس والرذيلة" أما البؤس الذي يرفع نسبة الوفيات، فرأى أنه نتيجة ضرورية محتومة، ولكنه لم يكن متأكدا من الرذيلة التي تخفض نسبة المواليد، إذ كتب يقول:" إن الرذيلة نتيجة محتملة جدا ،ولذلك نراها سائدة بكثرة ولكن لا يصح أن يقال عنها إنها نتيجة ضرورة محتومة "، وأخيرا أنهى إلى أن عدم المساواة الطبيعية بين قوة السكان في التناسل وقوة الأرض في الإنتاج تدخل قانون الطبيعة العظيم الذي يجب أن يحفظ آثار هما في تعادل دائما قد يكون صعوبة بدت، حاسمة ضد البقاء المحتمل لمجتمع يجب أن يعيش كل أعضائه في راحة وسعادة ودعة نسبية ولا يحسبون بأي قلق على تهيئة وسائل البقاء لهم ولأسرهم" [6].
ذلك أهم ما أورده مالتوس في الطبعة الأولى لمقالة الذي أدى إلى تشاؤم الكثيرين ولا غرابة في ذلك، فإن ختام مقاله كان مشعبا بالتشاؤم فعلا، ولم يكن من السهل التوفيق بين ما نادى به، وبين فكرة أن العالم يقع تحت سيطرة إله رءوف رحيم . ولذلك فقد اتهم مالتوس بنشر كتاب ضد الدين، وكان اتهاما خطيرا بسمعته كرجل دين هو نفسه .وقد دعاه ذلك إلى مراجعة مقاله بإمعان وروية، وأن يتعمق في دراسة السكان مدة خمسة أعوام، زار خلالها أوربا مرتين، وجمع مادة كبيرة، حللها وناقشها في الطبعة الثانية التي نشرها باسمه في عام 1803، ولذلك كان مقالة المنقح، ولا يزال، من أهم المراجع ذات الشأن في مسألة السكان .
مبدأ مالتوس في السكان كما جاء في مقاله الثاني :
يبدأ مالتوس في عرض مبدئه العام في السكان بقوله أن الغرض الأساسي من مقاله أن يختبر آثار أحد الأسباب المهمة التي عاقت تقدم البشر إلي السعادة، أما السبب فهوالاتجاه الثابت لجميع المخلوقات الحية نحو التزايد بدرجة أكثر من الغذاء المعد لها . ثم يستطرد قائلا: "أن جرثوميات الحياة التي تحتويها هذه الأرض لو تركت لتنمو بحرية لملأت ملايين القنينات خلال بضعة آلاف من السنين، ولكن الضرورة، ذلك القانون الطبيعي العاتي المهيمن يقيدها وفق حدود معينة .إن فصائل النبات والحيوان لتنكمش تحت تأثير هذا القانون المقيد العظيم، ولا يستطيع الإنسان بأي جهود معقولة أن يهرب منه". وعلى هذا الأساس فإن البشر كغيرهم من أنواع المخلوقات الحية الأخرى يميلون إلى التزايد بسرعة أكثر من ازدياد وسائل المعيشة إلا أن هذا الميل تقيده عوامل مختلفة . وقبل أن يحلل مالتوس هذه العوامل يهتم بتوضيح الموضوع فيقول، ماذا تكون زيادة السكان الطبيعية لو تركت لتمثل في حرية تامة؟ وماذا ينتظر أن تكون نسبة الزيادة في غلة الأرض وسط أكثر الظروف ملاءمة للكفاح الإنساني؟
ثم يذهب مالتوس إلى أنه ليس في استطاعتنا بالملاحظة المباشرة أن نتحقق من نسبة الزيادة لسكان لا يعوق نموهم عائق لأننا لا نجد حالة ما من الحالات المعروفة إلى الآن ، تركت فيها قوة السكان تبذل نشاطها في التزايد بحرية تامة . ولكن يمكننا أن نكون عن ذلك فكرة لا بأس بها مما حدث في أمريكا، ففي الولايات الشمالية الأمريكية حيث كانت وسائل المعيشية أكثر من الكفاية ، وكانت أخلاق الناس أكثر صفاء ولم تكن العوائق ضد الزيجات المبكرة كثيرة ... قد وجدنا أن السكان كان يتضاعف عددهم في أقل من خمسة وعشرين عاما وذلك خلال فترة تزيد على قرن ونصف. وعلى الرغم من ذلك فإنه في خلال هذه الفترات كانت الوفيات كثيرة في بعض البلاد بل كانت تزيد على المواليد أحيانا، ولذلك يمكن أن نعلن في أمان أن السكان، إذا لم يعق نموهم عائق، يستمرون في مضاعفة عددهم كل خمسة وعشرين عاما، أو يتزايدون في متتالية هندسية[7].
وإذا ما انتقلنا بعد ذلك إلي آراء مالتوس في زيادة إنتاج الأرض، نجده وقد احتاج إلى مثال واقعي يستند إليه كما فعل فيما يتعلق بزيادة السكان في أمريكا قد اختار حالة بريطانيا في أيامه لهذا الغرض، مع ملاحظة أن الزراعة فيها كانت وقتئذ في المحل الثاني بعد الصناعة ، وقد رأى أنه إذ اعتنى بالأرض عناية فائقة، فإنها سوف تنتج إنتاجا يبلغ ضعف الإنتاج الأصلي بعد خمسة وعشرين عاما، كما رأى في الوقت نفسه أن الأرض لا يمكنها أن تنتج أربعة أمثال إنتاجها الأصلي بعد خمسة وعشرين سنة أخرى كما يحدث في حالة الزيادة بين السكان .
ويقول في الصدد: "سوف يناقض ذلك كل ما نعرفه عن خواص الأرض ؛ فإن إصلاح البقاع البور سوف يحتاج وقتا ومجهودا . ويجب أن يكون واضحا لكل من عندهم أي إلمام بالمواضيع الزراعية، أنه نسبيا كلما اتسعت الزراعة فإن الإضافات التي يمكن للأرض زيادتها سنويا إلى متوسط الإنتاج السابق لابد أن تتناقص تدريجيا وبانتظام". ويتضح من ذلك أنه كانت عند مالتوس فكرة واضحة عما أصبح يعرف فيما بعد بقانون الغلة المتناقصة. ولكنه للوصول إلي مقارنة واضحة بين زيادة السكان وزيادة إنتاج الأرض، كان على استعداد لأن أن يفترض ولو خطأ، أن الإنتاج الإضافي السنوي للأرض سوف تكون معادلة للإنتاج الأصلي كل خمسة وعشرين عاما، ثم يؤكد أنه لا يمكن لأكثر الناس تفاؤلا أن ينتظر أكثر من ذلك، ولكن على الرغم من كل هذا التساهل في حساب تزايد إنتاج الأرض، فإن الغلة أو القوت سوف يتزايد في متتالية حسابية .
ولإيضاح هذا المبدأ في مسألة السكان يضرب مالتوس المثل الآتي :
إذا أخذنا الأرض كلها ... وفرضنا أن السكان الحالين يعادلون ألف مليون ؛ فإن الأنواع البشرية سوف تتزايد حسب الأرقام: 1؛ 2 ؛ 4 ؛ 8 ؛ 16 ؛ 32 ؛ 64 ؛ 128 ؛ 256... بينما يزداد القوت حسب الأرقام :1 ؛ 2 ؛ 3 ؛ 4 ؛ 5 ؛ 6 ؛ 7 ؛ 8 ؛ 9 ...الخ . وعلى ذلك فخلال قرنين يكون عدد السكان بالنسبة للمواد الغذائية كنسبة 256 إلى 9 ،وبعد ثلاثة قرون 496 إلى [8]13.
ويختم مالتوس الباب الأول من مقاله بفقرة كثيرا ما تغفل في نقد رأيه وهي "في هذا الفرض لم توضع أي قيود على إنتاج الأرض، فقد يزداد على الدوام ويصبح أكثر من أية كمية بعينها، ولكن مع ذلك فإن قوة السكان تكون أكثر علوا ولا يمكن خفض الزيادة في الأنواع البشرية إلي مستوى وسائل المعيشة إلا بالعمل الدائم لقانون الضرورة القوي الذي يعمل كضابط للقوة العظمى للسكان[9].
وفي الباب الثاني من المقال يبحث مالتوس العوامل التي تضبط أو تعيق زيادة السكان . أما العائق النهائي فهو الحاجة إلي الغذاء ولكن في نظره ليس بالعائق المباشر إلا في المجاعات أما العوائق التي تعمل باستمرار وبقوة فهي تزيد تبعا لظروف كل مجتمع فصنفها إلي صنفين :
_ عوائق إيجابية :
وهي متعددة ومختلفة وتشمل كل عوامل البؤس التي تنقص عدد السكان بتقصير الحياة البشرية، أي بزيادة نسبة الوفيات، كالحرف المضرة بالصحة والأعمال الشاقة، مثل: تشغيل الأطفال، والتعرض لتقلبات الفصول، والفقر الشديد وتربية الأطفال السيئة، وازدحام المدن الكبيرة والإفراط بأنواعه، وكل الأمراض والأوبئة والمجاعات[10] .
_العوائق المانعة :
فتؤثر في نمو السكان عن طريق خفض نسبة المواليد، وقسمها إلى قسمين :
1_الرذيلة :
وتشمل الاختلاط الجنسي الفوضوي، والميول الجنسية غير الطبيعية، وانتهاك حرمة الزوجية، والوسائل المختلفة لإخفاء نتائج العلاقات غير الشرعية.
2_الضبط الأخلاقي :
فهو الامتناع عن الزواج مع الاحتفاظ بسلوك عفيف طول مدة الامتناع .
ولاشك أن مالتوس فقد خلص نفسه من الاتهام الذي وجه إليه، وهو نشر مقال ضد الدين، فالضبط الأخلاقي ليس رذيلة ولا بؤسا، ولكنه في الوقت نفسه يحفظ عدد السكان في الحدود المناسبة، وبهذا الرأي الجديد الخاص بالضبط الخلقي محا كل شائبة ظاهرة تشوبه.
و مبدأ مالتوس بشكل عام في السكان ينحصر في المسائل الثلاث الآتية :
أ_ يحدد عدد السكان ضرورة بوسائل المعيشة أي القوت .
ب_ يزداد عدد السكان بشكل ثابت، حينما تزداد وسائل المعيشة، ما لم يعق ذلك موانع قوية جدا وظاهرة .
جـ_ هذه الموانع والموانع الأخرى التي تضبط قوة السكان العظمى، وتجعل آثارها في
مستوى وسائل القوت، ترجع كلها إلي الضبط الأخلاقي والرذيلة والبؤس .
III_حلول مالتوس للمشاكل التي طرحت له:
Ø أن يتحقق التوازن بين السكان والمواد الغذائية بالحروب والكوارث وانتشار الأوبئة والمجاعات، وكأنه ينادي بالحروب ويتمنى الكوارث حتى يقل عدد السكان بالموت .
Ø يجب الامتناع الاختياري عن الزواج مدى الحياة أو إلى زمن محدود، وكأنه ينادي بعدم التناسل وإيقاف غريزة فرضها الله فى الإنسان , وهذا ما ينادي به بعض المفكرين المعاصرين تحت شعار تحديد وتنظيم النسل .
Ø يجب تخفيض أجور العمال لزيادة أرباح رجال الأعمال من الرأسماليين، أي الاهتمام بالطبقة الغنية على حساب الطبقة الفقيرة، حيث يرى أن تزايد عدد السكان الأغنياء هو الذي يؤدي على التنمية أما تزايد السكان الفقراء فيؤدي إلى التخلف .
Ø منع العون والمنح المساعدات التي توجه إلى الفقراء من المنظمات الخيرية لأنها تساعدهم على كثرة التناسل ويصبحون عالة على العالم ويصيبهم بالكسل والبلادة[11] .
IV_الانتقادات التي وجهت لنظرية مالتوس:
لقد فند مزاعم مالتوس العديد من المفكرين والاقتصاديين الوضعيين منهم على سبيل المثال ما يلي :
o – جيمس بونار:
يقول جيمس بونار أن القس مالتوس ومن بعده من المالتوسيين المتأخرين وقعوا فى خطأ جسيم حينما نظروا إلى كل مولود جديد على أنه يمثل وحدة استهلاكية إضافية جديدة، فإذا كان للناس أفواه يأكلون بها فقد خلق الله لهم أيدٍ يعملون بها وينتجون، فأي مولود جديد يعتبر وحدة إنتاجية، جديدة كذلك قال: جيمس بونار عن مالتوس : "بأنه (مالتوس) أفضل رجل أسيئت معاملته في عصره وأن بونابرت نفسه لم يكن أكثر عداوة للجنس البشري منه " ولقد أطلق عليه في زمنه الشرير" .
o فرانسيس مورلابيه وجوزيف كولنز .
لقد كتبا مؤلفاً بعنوان "خرافة الندرة"، فقالا فيه :"إن إحدى عشر دولة متخلفة وعلى الأقل تعانى من انخفاض اشد حده من معدلات مواليدها عما عانته أي من الدول التي صارت صناعية، ويضيفا أن النجاح الاقتصادي لأمة من الأمم المتحدة لا يعتمد على الموارد الفنية بقدر ما يعتمد على تحفيز الأمة ودفعها للانطلاق " .
o نيركسه
كتب نيركسه عن الكثافة السكانية في البلاد المتخلفة يقول أن جوهر المشكلة هو العمل على توجيه أكبر جزء من الناتج إلى التكوين الرأسمالي وأن قوة العمل في مجموعة من البلاد المتخلفة يمكن أن تكون سبباً للتقدم والتنمية، وذلك بعكس ما قال القس مالتوس من ضرورة خفض قوة العمل بخفض الزيادة السكانية.
نظرية مالتوس في التنمية:
وتتمثل النظرية المالستية للتنمية في ضرورة زيادة رأس المال المستثمر في القطاعين الزراعي والصناعي، مقترحًا اتباع أساليب الإصلاح الزراعي كوسيلة لتحقيق زيادة الإنتاج، وتوجيه جزء أكبر من الاستثمارات لزراعة جميع الأراضي الصالحة للزراعة، مما يوفر فرص ربحية للاستثمارات فيه. هذا ويتم توجيه الباقي من رأس المال للقطاع الصناعي والذي تتضح فيه الغلة المتزايدة والتقدم التكنولوجي، لتزيد أهمية هذا القطاع مع دوران عجلة النمو. ويندد مالتس بأهمية تقدم القطاعين معًا، وعدم التركيز على أحدهما دون الآخر.
خاتمة:
يبدو أن مالتوس قد أعطى صورة قاتمة لمستقبل الإنسانية فانه من جانب أخر دفعها لبذل المزيد من الجهود لحل هذه الإشكالية الخطرة، لقد حققت الإنسانية تقدماً هائلاً على جميع الأصعدة العلمية، والاقتصادية، وسخرت العلوم والتقنيات لخدمة الإنسان وتوفير مستلزمات حياته، وإذا نجحت الدول المتقدمة في توفير الرفاهية لشعوبها وتنظيم الأسرة، فان على الدول النامية الأخذ بمسببات العلم لتطويرها بلدانها والتخلص من الفقر والمرض والجوع والبطالة والحروب.
ونخلص مما سبق إلى أن فكر الكلاسيك في النمو الاقتصادي يتركز في أن تطور النظام الاقتصادي الرأسمالي يعد سباقًا بين التقدم التكنولوجي والنمو السكاني، فإذا سبق التقدم نمو السكان تظهر موجة من النمو، وذلك لكون زيادة التقدم الفني تعمل على زيادة التشغيل والإنتاج والأجور، أي تسود حالة من الانتعاش الاقتصادي. وتؤدي هذه الأخيرة إلى زيادة السكان فظهور موجة جديدة من الركود ثم النمو والانتعاش.
المراجع:
_ظافر زهير ، النظريات السكانية وانعكاساتها على الاقتصاد والمجتمع: دراسة مقارنة، مقال منشور بمجلة الباحث الاجتماعي ، العدد: 10، السنة: 2010،
_ رمزي زكي، المشكلة السكانية وخرافة الماتلوسية الجديدة، مجلة عالم المعرفة، العدد: 84، السنة: 1984، نشر المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب، الكويت،
_ عبلة عبد الحميد بخاري، التنمية والتخطيط الاقتصادي: نظريات النمو والتنمية الاقتصادية، الجزء الثالت،
_ عزت شاهين، روبرت مالتوس، الموسوعة العامة، المجلد السابع عشر،
http://www.arabency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=11468&m=1
_ آدم سميث و ظهور المدرسة الكلاسيكية: http://lmdeco.moncontact.com/t1352-topic
_ http://ar.wikipedia.org/wiki
http://www.arabency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=11468&m=1
[2] _ رمزي زكي، المشكلة السكانية وخرافة الماتلوسية الجديدة، مجلة عالم المعرفة، العدد: 84، السنة: 1984، نشر المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب، الكويت، ص: 17
[4] _ظافر زهير ، النظريات السكانية وانعكاساتها على الاقتصاد والمجتمع: دراسة مقارنة، مقال منشور بمجلة الباحث الاجتماعي ، العدد: 10، السنة: 2010، ص: 70
[7] _ عبلة عبد الحميد بخاري، التنمية والتخطيط الاقتصادي: نظريات النمو والتنمية الاقتصادية، الجزء الثالت، صص: 33،32
Inscription à :
Articles (Atom)